الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن شخص الرب يسوع هو جوهر المسيحية. لذلك فهم الحقائق الكتابية والتعاليم اللاهوتية عنه أمر أساسي وضروري ليس بالضرورة من أجل أن يكون الرب يسوع مفهوما ومقبولا لدى البشر لأنه ليس في احتياج إلى ذلك لأنه يعرف من هو بل لأن هذا الفهم سيقود الشخص إلى أن يضع ثقته فيه ويكون نصيبه الحياة الأبدية ويكتب اسمه في سفر الحياة ويتمتع في هذه الحياة بالشركة معه وبالغلبة على الخطية في حياته ويمتلئ قلبه بالفرح والسلام.
لابد من تذكر بعض المفاهيم والنقاط الهامة هنا قبل دراستنا عنه:
1- إنه ليس من الضروري أن يكون هناك زواج وعلاقة جنسية لكي يدعى شخص ابنا خصوصا عندما نتكلم عن العالم الروحي. فمثلا أي شخص ولد وعاش في الأردن أو المغرب هو ابن الأردن أو ابن المغرب. ونحن نعلم أن الأردن أو المغرب لم يتزوجا ليكون هذا الشخص ابنهما. إن صفات الشخص وتصرفاته ولغته وعاداته تقول أنه ابن الأردن.
2- إن المسيحية الكتابية لا تنادى بأن إنسان اسمه يسوع أصبح الله فهذا يعتبر تجديفا. الكتاب المقدس يعلم أن الله القادر على كل شئ والذي لا يستطيع أحد أن يقول له لا تفعل هذا قد أخذ صورة إنسان بدون أن يفقد إلوهيته أو يؤثر عليها.
3- الكتاب المقدس يعلم أن ميلاد الرب يسوع المسيح كان من العذراء مريم وهذا يؤكد عدم وجود أي اتصال جنسي. السيدة العذراء كانت الإناء المقدس الذي اختاره الرب ليأتي إلى عالمنا. لم يصبح لها أي اتصال أو إتحاد مع اللاهوت.
4- إن الرب يسوع المسيح له طبيعتان، أحدهما لاهوتية أزلية أبدية إذ كان موجودا منذ الأزل والطبيعة الثانية هي الطبيعة البشرية والتي أتحدت مع اللاهوت وأخذها بميلاده من العذراء مريم. الطبيعتان اتحدا في شخص الرب يسوع ولكن لم يمتزجا ليصبحا طبيعة أخرى.
5- المسيحيون يؤمنون بالله الابن الوحيد يسوع المسيح الذي ولد من العذراء مريم بالروح القدس والذي حياته على الأرض كانت بلا خطية والذي بموته على الصليب قدم فداءا عن خطية العالم. نحن نؤمن أيضا بقيامة جسد يسوع المسيح وصعوده إلى السموات وعمله كرئيس كهنة يتشفع أبديا عن شعبه الذي يؤمن به. ونؤمن أيضا بأنه سيعود ثانية بشخصه كما وعد.